* * * *
قام مؤخراً ولأكثر من مرة بزيارة دولة قطر. وكلما برزت التساؤلات عن دوافع زيارته للدوحة، اكتفت التكهنات المبنية على همسات وإشارات مسربة من الدوائر المقربة منه أو المحسوبة عليه بالرد المقتضب التالي: لديه مشاورات مع القطريين! والسؤال هنا: بأي صفة يتردد اللواء الركن علي محسن الأحمر على قطر؟
هناك واحد من ثلاثة إحتمالات يجيب على ه
ذا السؤال: إما أنه يتردد على قطر بصفته قائداً عسكرياً يمنياً في الجيش اليمني، أو بصفته وزيراً لخارجية اليمن، أو بصفته السفير القطري في بلادنا، بلادنا المعروفة بروتوكولياً في كل بلدان العالم بإسم: الجمهورية اليمنية؟ فأي واحد بين هذه الإحتمالات الثلاثة يجيب على السؤال الدائم عن أسباب زيارات علي محسن لقطر (والسعودية طبعا)؟ دعونا نلق نظرة سريعة وغير فاحصة على الأمر!
إذا كان اللواء علي محسن الأحمر قائدا عسكريا يمنيا في الجيش اليمني، ففي تصوري المتواضع أن الدستور اليمني وكل البروتوكولات الديبلوماسية اليمنية والدولية تحظر عليه بتاتاً "التقفَّاز" (من القفز) المستمر بين تبَّة "ســــواد حَــــنَـش" وسط العاصمة صنعاء والدوحة (الرياض مش مشكلة بحكم الأمر الواقع، لأنه يستلم شهرياً 13 مليون ريال سعودي مقابل حملات وطنية لمكافحة شلل الأطفال في اليمن). وإذن، فهذا الإحتمال لا يبرر زيارات القائد العسكري اليمني علي محسن الأحمر لقطر أو أية دولة أجنبية كانت قدرما يدينها.
والإحتمال الثاني أيضاً لا يبرر زيارات اللواء علي محسن الأحمر لقطر على الإطلاق بل يدينها. فعلي محسن ليس وزير الخارجية اليمني لأنه ليس أبوبكر القربي، أبوبكر القربي المعروف لدينا جميعا بأنه وزير خارجية اليمن.
إذن، لم يتبق لنا سوى الإحتمال الثالث والأخير. اللواء علي محسن الأحمر على الأرجح يتردد على الدوحة بصفته سفيرها في صنعاء. ولعل مبرر "التشاور مع القطريين" الذي يتسرب من شقوق الدوائر المغلقة حول علي محسن يعزز فرضية أن هذا القائد العسكري "اليمني" لا يمثل اليمن في بلاده قدرما يمثل قطر (وطبعا السعودية). فهو يتقاضى من وزارة الدفاع السعودية ولجنتها الخاصة (13) مليون ريال سعودي كراتب شهري، ومن المرجح بشدة أنه يتقاضى من قطر أيضا.
لكن ما يتقاضاه ليس ما يحدد ولاءه طبعا، وإلا لكان ولاؤه الأكبر لليمن التي يتقاضى منها الكثير يومياً وإسبوعياً وشهرياً وسنوياً، على مدار الساعة وعبر العقود. إذن، ما الذي يحدد ولاء القائد العسكري السعودي والسفير القطري في اليمن اللواء الركن علي محسن الأحمر؟
الله أعلم!
