Sunday, April 1, 2012

على المجتمع اليمني ان يعزز وعيه بمرضى التوحد في اليمن




غدا هو اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد الذي يعاني منه اطفال و اشخاص في مختلف انحاء العالم. فوفقا لمقال صادر عن منظمة الصحة العالمية ، " مازال عدد الاطفال و الاشخاص الذين يعانون من حالات التوحد اخذ في الارتفاع، في كل بلد و في كل فئة عرقية و اثنية و اجتماعية." بالطبع ذلك يتضمن اليمن ايضا. رغم انه لا توجد احصائيات اكيدة عن عدد مرضى التوحد في اليمن و لكني اذكر لقائي بالسيدة ايمان هاشم مديرة مركز الايمان للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في صنعاء في نهاية عام ٢٠١٠ و ذكرت لي ان هناك ما يقارب من مليون و نصف شخص في اليمن يعانون من نوع  من انواع الاعاقة و يندرج مرض التوحد ضمن ذلك، و في اغلب الاحوال هؤلا الاطفال او الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لا يتلقون الرعاية الخاصة و الازمة التي يحتاجونها التي تتضمن الرعاية الطبية او النفسية او الاثنان معا. بالاضافة الى ذلك فان فرصة اندماجهم مع المجتمع ضئيلة للغاية. فهم يعيشون في الخفاء و في صمت بعيدا عن المجتمع.

ما يحزن في الامر هو ان هؤلاء الاطفال او الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يكبرون في ظروف سيئة جدا مقارنة بالمستوى الاجتماعي المتعارف عليه في اليمن. فقد يعيشون لسنوات عديدة محبوسين في بيوتهم لاسباب عديدة منها قد يكون ان الاهل يشعرون بالخجل من ان اطفالهم يعانون من اعاقة معينة او بسبب ان الاجواء غير مهيئة بتاتا في خارج البيت لاطفالهم. فلا المؤسسات و لا المطاعم ولا الحدائق ولا الطرق مهيئة لهم. من الطبيعي انهم سيبقوا  حبيسي البيت. و ما يزيد الطين بلة هو انه هناك نظرة عامة دنيوية اتجاه الشخص صاحب الاعاقة، مع ان صاحب الاعاقة في الحقيقة هو مجرد شخص افتقد امكانية من امكانيات الشخص العادي و يحتاج فقط رعاية من نوع خاص و فرصة لكي يثبت نفسه. يشهد التاريخ  بان هناك اشخاص تخطوا اعاقاتهم و ابدعوا. يحضرني الان الشاعر الكبير عبد الله البردوني رحمة الله عليه، فرغم فقدانه بصره كان ولا يزال من اهم الشعراء و المثقفين في اليمن.

هذا اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد هو فرصة لتسليط الضوء على هذه الشريحة من مجتمعنا اليمني المدفونة بالحياة و تحتاج فقط رعاية اكثر و فرصة. لابد على المجتمع ان يعي ان هذه الفئة من حقها ان تعيش و تتمتع بالحياة و من واجباتها ايضا ان تساهم في بناء الوطن. بناء الوطن عملية طويلة و مستمرة و تحتاج تكاتف كل الجهود. الرجال و النساء و ذوي الاعاقات باستطاعتهم جميعا ان يتكاتفوا في بناء الوطن. علينا جميعا ان نعزز وعينا بهذا المرض و الاعاقات الاخرى و الاهم من ذلك لا بد ان نغير نظرتنا اتجاه الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة و نحارب التفرقة اتجاههم.