Sunday, June 24, 2012

الحرب الخفية في المنصورة - عدن

بعد الأحداث الدموية الأخيرة التي جرت في مدينة عدن وفي ظل التعتيم الأعلامي على مايدور هناك، من المهم جداً الأنتباه الى الحرب الخفية في عدن. المقال التالي هو منقول من مدونة أوسان بوعيران . مقال يستحق القراءة عن الحرب الخفية في عدن.
*******


سنحت لي الفرصة لذهب إلى المنصورة (المنصورة إن شاء الله) و المرور في أحياءها, الموضوع أشبه بمرورك بمدينة أشباح كلما اقتربت أكثر من منطقة خط التماس أو ما يعرف بـ (مرمى القناصة), تجد الشوارع مقفرة و المحلات مقفلة بعد أن هجروها أصحابها و المنازل شبه خاوية و النوافذ مسدودة خوفا من رصاص القناصة المنتشرين فوق المباني المطلة على ساحة الشهداء.
كان الهدف المعلن من الحملة الأمنية على منطقة المنصورة هو فتح الشارع الرئيسي و هو الشارع المحاذي لساحة الشهداء و لكن بعد 10 أيام أو أكثر تبين أن الحملة الأمنية لم تكن تحمل هذا الهدف, بل كانت تحمل هدفا اكبر, و هو القضاء على (أنصار الحراك الجنوبي) في المنطقة, الشارع فتح منذ اليوم الأول لبدأ الحملة الأمنية, و لكنهم أصروا على الاستمرار و اقتحام الساحة و إتلاف محتوياتها و نهبها و احتلال الفنادق و المباني المطلة عليها و التمركز فوق أسطحها و هي الأسطح التي يطلون بها على جميع أحياء مدينة المنصورة, و تبدأ عمليات اصطياد الشباب هناك و إرهاب السكان و دب الخوف فيهم, و إلى اليوم سقط أكثر من 10 قتلى على يد قناصة الأمن المركزي المنتشرين فوق المباني, لم يقتلوا لأنهم واجهوا قوات الأمن بالأسلحة, و لكنهم قتلوا لأنهم قالوا ( عاش الجنوب الحر ).



كل يوم يمر على هذا الحملة الشرسة على مدينة المنصورة تأكد بأنها ليست بسبب فتح الطريق كما يدعي المحافظ الإصلاحي وحيد رشيد (قصر الله عمره) و لكنها بسبب إدراكهم بان هذه الساحة و أبناء المنصورة يشكلون قوة معنوية لكل جنوبي حر, هذه الحملة أتت بدعم إصلاحي خالص خصوصا بعد أن أوكل المحافظ الإصلاحي منصب رئاسة المجلس المحلي في المنصورة إلى شخص إصلاحي آخر هو (نايف البكري), ناهيك عن تلفيق المواقع الالكترونية (الإصلاحية) مثل موقع عدن أونلاين الذي مازال يستمر في نفث سمومه و تشويه الحقائق حتى و صل به الأمر إلى تلفيق خبر مفاده أن (أنصار الشريعة لتحرير الجنوب في ساحة المنصورة هم من قتلوا اللواء سالم قطن) مهزلة ما بعدها مهزلة.
اسأل نفسك لماذا حزب الإصلاح هو الحزب الوحيد الذي يعادي (الحراك الجنوبي) و ليس غيره من الأحزاب الأخرى أو التيارات المشتركة معه في الائتلاف خصوصا بعد سقوط نظام صالح؟.

حزب الإصلاح بعد سقوط نظام صالح شعر بان الساحة أصبحت مؤتية لتحقيق حلمة بالامتلاك الكامل لمقاليد الحكم و تحقيق حلم (الخلافة) و هذا البعد الديني في المسالة لكن البعد السياسي يقول أن حزب الإصلاح و من خلفه (بيت الاحمر) بعد أن نجح في الركوب فوق ثورة الشباب أصبحت أحلام قياداته القبلية و الداعمة له أكثر طموحا, وجدوا أن هناك منغص و معرقل وحيد لهذا الطموح, و هو تمدد و انتشار فكرة (الحراك الجنوبي) و خصوصا في المحافظات الرئيسية مثل عدن و حضرموت التي كانوا لسنوات طويلة شبة مسيطرين عليها, هم يعلمون بأن الجنوبيين لا يفرقون بين نظام صالح أو نظام بيت الاحمر أو حزب الإصلاح فالجميع نهبوا و سرقوا و اغتصبوا و افسدوا في ارض الجنوب و تشاركوا في احتلاله و تقاسم ثرواته و ظلم أبناءه, فالجنوبي الحر يعتقدا اعتقاد راسخ بأنهم وجهان لعملة واحده.

لهذا يصر حزب الإصلاح هذه الأيام على محاربة الحراك الجنوبي لأنه يعلم يقيناً بان الحراك الجنوبي لان يتوقف و سوف يستمر و إذا أعطي الفرصة فسوف يتمدد حتى ينتشر في جميع محافظات ما كان يعرف بـ (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).