كلمات / احمد الزرقة
وحدها الانظمة الرخوة هي من تقوم بإختلاق المشاكل من أجل استخدامها في إدارة شئون البلاد، وليس مهما لتلك الأنظمة التداعيات الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن تلك المشاكل التي تختلقها،وفي اليمن عمل الرئيس صالح على خلق بؤر التوتر والصراع والاقتتال في مختلف انحاء البلاد ولم يحاول يوما اطفاء أي من تلك الحرائق بل كان يحرص على ابقاء جذوة نار منها مدفونة تحت الرماد.
واحدة من أسوأ الاكاذيب التي روج لها وضخمها صالح ونظامه هي فزاعة الجماعات الارهابية وتنظيم القاعدة في محافظة ابين، من اجل ابتزاز امريكا وشركائها الدوليين في الحرب على الارهاب،خلال السنوات الاخيرة دعم صالح واقاربه وقيادات الاجهزة الامنية شخصيات تدعي انها منتمية لتنظيم القاعدة في محافظة ابين، وسهلت لها الطريق لتنفيذ عدة عمليات وهمية في محافظة ابين وخاضت معها معارك وهمية اسفرت في الاخير عن تنامي نفوذ تلك الجماعات وسيطرتها على اسلحة ومعدات ثقيلة وتم تسليم مقر شرطة النجدة بتجهيزاته وسيارته واسلحته ومصنع 14 اكتوبر للذخيرة بمحتوياته بما فيها مدرعات ومصفحات ومضادات للطيران، واذاعة جعار،وعشرات المقرات الامنية والحكومية،من أجل تنفيذ سيناريو جهود نظام صالح في الحرب على تنظيم القاعدة في محافظة ابين وتصوير الامر وكأنه يبدو قتالا حقيقيا بين قوات الجيش وفلول تنظيم القاعدة.
الجانب الامريكي لم تنطل عليه الحيله لكنه لم يعلق على ذلك فالمهم لديه هو انه يعرف اهدافه في حربه على القاعدة في اليمن، ويعتبر تلك المسرحية الهزيلة فرصة له للقيام بتنفيذ المزيد من العمليات بواسطة الطائرات بدون طيار في محافظتي ابين وشبوة، ويبدو ان اعلان وزارة الدفاع اليمنية والاجهزة المختصة بمكافحة الارهاب مسئوليتها عن العمليات التي تقوم بها الطائرات الامريكية في اليمن، هو امر يجعل الجانب الامريكي يسابق الزمن لتنفيذ اكبر من قدر من العمليات بواسطة الطائرات والصواريخ الذكية في اليمن للاستفادة من التغطية الرسمية لعملياته التي غالبا ما يكون ضمن ضحاياها مدنيين لاعلاقة لهم بالارهاب، الا بكونهم ضحايا الحرب عليه.
نزوح أكثر من 40 الف مواطن من محافظة ابين الى محافظات عدن ولحج هو نتاج لمسرحية القاعدة والحرب الوهمية عليها في ابين، التي تتعرض لقصف عنيف بالطيران والمدفعية،بحثا عن اهداف لمقاتلين مفترضين لتنظيم القاعدة، والنتيجة هي تدمير البنية التحيتة وانقطاع المياه والكهرباء والاتصالات وتوزيع الموت المجاني للمواطنين.
ما يحدث في ابين هو جريمة بحق الانسانية،والجميع يعلم كيف سعت السلطة لتعزيز وجود الجماعات الارهابية ودعمها وتسليحها، حتى ان لقاءات قيادات تلك الجماعات بالرئيس صالح وبقادة الاجهزة الامنية التابعة لوحدة مكافحة الارهاب، والمكافأت والرتب التي تحصلوا عليها معروفة لكل المواطنين في محافظة ابين.
مازال هناك عشرات الالاف من ابناء محافظة ابين عالقين في مدنهم وقراهم ومناطقهم، تحت القصف المتبادل، وبدون ماء او غذاء، وتمنع الاشتباكات بين الجيش والمسلحين فرق الاغاثة من الوصول اليهم، كما أن ارتفاع اسعار النقل ومخاطر الخروج من المحافظة باتجاه عدن يظل عائقا لخروج المواطنين أو حصولهم على ملجأ آمن من الصراع.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قد يكون هناك ما بين 35,000 و40,000 نازح بحاجة إلى مساعدة في مدينة عدن ممن نزحوا اليها من محافظة ابين.
ويعيش "ما يقرب من 10,000 نازح في مراكز انتقالية بالمدارس العامة في عدن والمناطق المحيطة بها". كما تم تسجيل 4,700 نازح آخر في لحج.
اولئك النازحين بحاجة ماسة للمياه والغذاء والسكن والملبس والرعاية الصحية والاجتماعية،وهناك 15 منظمة إنسانية في عدن على توفير المياه والمأوى والغذاء والخدمات الصحية وغيرها من المساعدات.
لكن الامم المتحدة تقول إن "التنسيق يسير بشكل جيد ولكن الاحتياجات كبيرة"
مايحدث في ابين بحاجة لوقفه جادة وصادقة من جميع الاطراف اليمنية الفاعلة لتخفيف معاناة النازحين، ودعمهم بالاحتياجات الضرورية، وإرسال القوافل الطبية والصحية والإنسانية، كما يجب على وسائل الاعلام ان لاتنساق وراء تلك الاكاذيب التي يروج لها النظام التي تصور مايدور في ابين بانه حرب ضد القاعدة، بل هي احدى محاولات النظام المتعددة لتحويل مسار اهتمام العالم الخارجي والمجتمع المحلي من متابعة الثورة ومطالبها الى متابعة الحرب الوهمية ضد القاعدة التابعة للنظام.