Sunday, June 10, 2012

الشيخ حميد الأحمر فعلاً "أساء للناشطات"، واتفاق على "نسيان القضية وعدم التصعيد" بينه و بين الصحافية السويدية

A very interesting investigative report by journalist Nabeel Suba'ai reveals that Sheikh Hamid al-Ahmar, a leading member of Yemen's conservative Islamist political party al-Islah party, has really made an offensive statement regarding Yemeni revolutionary women in his latest interview with a Swedish journalist, Eva Sohlman, and later, made a compact with the Swedish Consulate to silence and never escalate the matter till the public forget.

*********

نقلاً عن صحيفة الأولى
بقلم\ نبيل سبيع

******************
كشفت معلومات خاصة النقاب عن لقاء جمع مندوبين عن القيادي الإصلاحي حميد الأحمر والقنصلية السويدية في صنعاء جرى فيه الإستماع للتسجيل الصوتي الخاص بالمقابلة التي أجرتها صحفية سويدية مع الأحمر وتضمنت تصريحات مسيئة للثائرات والثوار نفاها بعد نشرها. وقالت المعلومات إن التسجيل الصوتي أكد صحة ما أوردته الصحفية إيفا سولمان من تصريحات على لسانه وإن اللقاء انتهى بتفاهم على ترك القضية تمر دون تصعيد من الطرفين.

وكان الأحمر ألتقى الصحفية سولمان بداية مايو الماضي وأدلى بتصريحات صحفية وجه فيها إتهامات خطيرة لناشطات يمنيات شاركن في الثورة، وأثارت تصريحاته موجة عارمة من الاستياء والغضب ضده على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ووسائل الاعلام، ما اضطره إلى نفي التصريحات في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي الأحد قبل الماضي قال فيه إنه يحتفظ بنسخة من تسجيل المقابلة التي أجرتها معه سولمان وإنه "سيتخاطب مع ادارة الصحيفة والقنصلية السويدية للاعتذار عن هذا الخطأ الجسيم مع الاحتفاظ بكافة الحقوق القانونية المترتبة على ذلك". غير أن شيئا مما وعد به البيان لم يتم حتى الآن باستثاء التواصل مع القنصلية السويدية في صنعاء، وهو التواصل الذي تم صباح اليوم التالي لصدور البيان وانتهى طبقا للمعلومات بتفاهم على ترك عاصفة ردود الفعل على تصريحات الأحمر تمر حتى تنسى القضية دون دخول طرفيها الرئيسيين في تصعيد متبادل.

وقالت المعلومات إن المستشار الاعلامي للأحمر التقى مندوبا عن القنصلية السويدية في صنعاء الإثنين قبل الماضي واستمعا للتسجيل الصوتي الذي لوح به بيان المكتب الإعلامي للأحمر مهددا بمقاضاة الصحفية، لكن التسجيل أكد صحة ما أوردته سولمان على لسانه.

ولم تتوفر لـ"الأولى" معلومات إضافية عن تفاصيل ما دار في اللقاء، لكن المعلومات المتوفرة أكدت خروج اللقاء بتفاهم على ترك القضية تمر دون دخول طرفيها في تصعيد متبادل واستبعدت أن يكون اللقاء قد تطرق للإعتذار "عن الخطأ الجسيم" الذي قال البيان إنه سيتخاطب مع القنصلية بشأنه.

وحاولت "الأولى" التواصل مع الصحفية سولمان التي تعيش في لبنان حاليا عبر الايميل والهاتف، لكنها لم ترد فيما بدا أنه إلتزام من قبلها بالتفاهم الذي تم التوصل إليه على تجنب الخوض في القضية مجددا.

وكانت سولمان نشرت الأحد قبل الماضي تقريرا تضمن تصريحات للأحمر حول الأوضاع السياسية في اليمن والانتهاكات التي طالت ثوارا وثائرات بساحة التغيير في صنعاء، ومنها بخاصة تلك التي طالت عددا من أبرز الناشطات في اليمن في ابريل 2011. وذكرت في تقريرها أن الأحمر عندما سئل عن النساء اللواتي تعرضن لاعتداءات داخل ساحة التغيير أجاب بلهجة أكثر حدة: "كانت هناك سلوكيات سيئة حولت الساحة إلى مرقص ديسكو! تريد تلك النساء أن تسير يدا بيد أصدقائهن وعشاقهن في المظاهرات. هذا ليس صوابا وهو ضد ديننا".

هذه التصريحات عدت بمثابة الاساءة الأكبر للثوار والثائرات اليمنيات حتى الآن، أكبر حتى من اساءة الرئيس السابق علي عبد الله صالح للثوار والثائرات حين تحدث عن الاختلاط في ساحة التغيير ابريل العام الماضي. وقد أثارت موجة عارمة من الغضب والاستياء الشديدين في وجه حميد ومطالب متصاعدة بتقديم توضيح واعتذار رسمي للثوار والثائرات.

وأصدر المكتب الإعلامي للأحمر توضيحا نفى فيه بشكل قاطع صحة التصريحات. وقال المكتب الإعلامي: "نود التوضيح بأنه لم تجر مقابلة رسمية مع صحيفة نيورك تايمز، وانما تم لقاء مع باحثة سويدية بترتيب القنصلية السويدية وبحضور مندوب عنها".

وأشار المكتب إلى أن عددا من الأسئلة حول الوضع السياسي في اليمن طرحت خلال اللقاء، ومن ضمنها الأحداث التي حصلت في الساحة، مؤكدا بأنه "تم تحوير إجابات الشيخ الأحمر بشكل كامل وخاطئ تماما، وبعيدا كل البعد عن الألفاظ التي طرحت في اللقاء". ودان المكتب ما وصفه بـ"التصرف المشين من صحيفة كبرى بحجم النيويورك تايمز"، مطالبا الصحيفة والناقلين عنها بالاعتذار أولا من «حرائر اليمن اللاتي سطرن أنصع صفحات البطولة والشرف في كل منعطفات الثورة اليمنية السلمية وانتصاراتها التاريخية». وأكد احتفاظه بنسخة من تسجيل اللقاء، وقال إنه سيتم "التخاطب مع إدارة الصحيفة والقنصلية السويدية للاعتذار عن هذا الخطأ الجسيم، مع الاحتفاظ بكافة الحقوق القانونية المترتبة على ذلك".

غير أن معلومات هذا التقرير أفادت أن مكتب حميد لم يتواصل حتى الآن مع إدارة الصحيفة طالبا الإعتذار منها لـ"حرائر اليمن" ولا الإعتذار له عن "تحوير التصريحات" كما وعد. وفي حين تم التواصل بين مستشاره الإعلامي والقنصلية السويدية في اليوم التالي على صدور البيان، فقد تركزت عملية التواصل هذه طبقا للمعلومات على الخروج بتفاهم لدفن القضية. وكان توضيح الأحمر، الذي وعد بالتخاطب مع إدارة الصحيفة والقنصلية السويدية من أجل إنتزاع إعتذار منهما للنساء اليمنيات ولوح بتحريك دعوى قضائية، قد حمل جملة كبيرة من الأخطاء بشأن هوية سولمان وهوية الصحيفة التي نشرت تقريرها.

فصحيفة النيويورك تايمز لم تنشر التقرير، بل صحيفة انترناشونال هيرالد تربيون هي من فعلت، ثم قام الموقع الالكتروني لصحيفة النيويروك تايمز بنشر التقرير نقلا عن انترناشوينات هيرالد تربيون. ويبدو أن هذا كان وراء الاعتقاد الخاطئ، الذي وقع فيه كثيرون في مقدمتهم مكتب الأحمر نفسه، بأن النيويروك تايمز هي الناشر. غير أن البيان حمل أخطاءا أخرى قد يقرأها البعض كمغالطات متعمدة، ومنها تلك المعلومة المتعلقة بهوية سولمان حيث اعتبرها البيان باحثة سويدية وليس صحفية في سياق ما بدا سعيا من مكتبه الإعلامي لاظهار أن حميد لم يتحدث في اطار مقابلة صحفية رسمية.

لكن سولمان معروفة كصحفية ولم يسبق أن عملت في مجال البحث. وهي تعمل في الصحافة والتلفزيون والاذاعة منذ أكثر من 11 عاما، وكانت محررة رئيسية في وورلد إن فوكس. وسولمان هي إبنة الرئيس السابق لمؤسسة جائزة نوبل الذي تقاعد قبل نحو عامين، طبقا للمعلومات. وهي تعمل حاليا كصحفية حرة (free lance) في بعض الصحف الغربية ليس بينها النيويورك تايمز. وأجرت المقابلة مع الأحمر بصفتها هذه كصحفية، طبقا للمعلومات التي أكدت أنها قدمت نفسها لمستشاره الاعلامي كصحفية وأخبرته أنها ستقوم بنشر تصريحات الأحمر في صحيفتي الايكنومست والانترناشيونال هيرالد تريبون.

وأضافت المعلومات أن سولمان أبلغت المستشار الاعلامي بأنها أتت لليمن في مهمة صحفية لاستطلاع الأوضاع السياسية والديمقراطية وأن تكاليف مهمتها مغطاة من قبل وكالة التنمية السويدية، ولم تقدم نفسها له أو لمستشاره كموفدة من القنصلية السويدية في صنعاء كما ذكر البيان. ويسود الإعتقاد في الوسط الصحفي اليمني أن حميد الأحمر تفوه على الأرجح بتلك التصريحات، لكنه ربما قالها لسولمان في إطار حديث جانبي خاص معها ليس للنشر. غير أن معلومات هذا التقرير تقوض هذا الإحتمال، إذ تفيد أن الأحمر كان على علم بأن سولمان ستقوم بنشر التصريحات على لسانه كما هي قبل نشرها بفترة، لكنه لم يتخذ أية خطوة للحؤول دون ذلك مع علمه بخطورة تلك التصريحات.

وقد صدمت تصريحات الأحمر المسيئة للثائرات والثوار اليمنيين الصحفية سولمان بشدة، طبقا للمعلومات التي أفادت أن الأخيرة عبرت عن صدمتها هذه للعديد من الناشطين والناشطات. وقالت المعلومات إن بين من أطلعتهم سولمان على التصريحات ديبلوماسي يمني، تحفظت على هويته، التقى الأحمر وسأله عن التصريحات المنسوبة إليه. وتابعت أن الأخير اكتفى بنفي التصريحات للديبلوماسي، لكنه لم يتواصل مع سولمان التي كانت ماتزال متواجدة في اليمن للإستيضاح عما نسبته إليه في حديثها مع الديبلوماسي أو للطلب منها عدم نشرها على الأقل.

وكان من بين من أخبرتهم سولمان بتصريحات حميد قبل مغادرتها اليمن الناشطة والإعلامية جميلة علي رجاء والناشط عبدالغني الإرياني فضلا عن عدد من الناشطات، بحسب المعلومات التي أكدتها رجاء والإرياني. وقال الإرياني إن سولمان التقته بعد ساعتين فقط على انتهاء مقابلتها مع حميد وإنها نقلت إليه تصريحات الأخير وعبرت له عن صدمتها الشديدة بحضور مندوب القنصلية الذي حضر معها اللقاء. وتابع موضحا: "وقد نشرت تصريحات الأحمر كما نقلتها لي بالحرف بعد مقابلتها له".

بعد ذلك، حضرت سولمان اليوم نفسه الذي أجرت فيه المقابلة جلسة خاصة بعدد من الناشطات، من بينهن سامية الحداد التي أكدت ما قاله الإرياني. وقالت الحداد إن سولمان كانت مصدومة وهي تنقل لهن تصريحات الأحمر المسئية للنساء اليمنيات. وأضافت أن تصريحات الأحمر عن الثائرات اليمنيات تضمنت كلاما أكثر إساءة وأن سولمان أخبرتهن بأنها تفكر بطريقة لتخفيف درجة الإساءة في تصريحاته حتى تكون مناسبة للنشر. "لكننا طلبنا منها نشر كلامه كما هو"، تقول الحداد.


وتظهر إيفا سولمان في هذه الصورة التي التقطت لها خلال جلستها مع الناشطات في منزل إحدى الخبيرات الدوليات في اليمن عصر يوم مقابلتها للأحمر بنفس الملابس التي قابلت بها الأخير. وفي حين قال المكتب الإعلامي للأحمر أنه يحتفظ بتسجيل خاص به للمقابلة، تقول المعلومات إن سولمان أجرت مقابلتها معه دون أن تقوم بتوثيقها عبر تسجيل صوتي مكتفية بنوتتها الورقية فقط. لكن المقابلة أجريت بحضور شاهدين هما المستشار الإعلامي للأحمر ومترجمها الذي أشار له المكتب الإعلامي بمندوب القنصلية السويدية.

ولم تعلق سولمان على بيان الأحمر الذي كذب فيه التصريحات المنشورة من قبلها على لسانه بشكل رسمي حتى الآن كما لم تفعل صحيفة " انترناشونال هيرالد تربيون" التي نشرت التقرير. لكنها مع الصحيفة غير مطالبتين بأي رد رسمي على بيان التكذيب طالما أن الأحمر لم يبعثه إلى الصحيفة أو يحرك دعوى قضائية ضدها وضد سولمان، كما يرى الإرياني. غير أن معلومات هذا التقرير ترجح أن وراء صمت سولمان وعدم ردها على اتهام الأحمر لها بتحوير تصريحاته سببا إضافيا قد يكون هو السبب نفسه الذي ربما وقف وراء التفاهم بين مستشار الأحمر الإعلامي ومندوب القنصلية السويدية.

ورجحت المعلومات أن الأحمر مارس ضغوطا على سولمان لكي لا ترد على تكذيبه لها من خلال الضغط على مندوب القنصلية السويدية، وهو رجل أعمال يمني لديه مصالح تجارية كبيرة في اليمن ولا يتمتع بالحماية الكافية للدفاع عن نفسه أمام رجل الأعمال والنفوذ السياسي والقبلي المسلح حميد الأحمر.